في تربية الشيخ الزاهد للمريد الصالح التائب

من طرف **taoufik berroukech** الإثنين مايو 12, 2014 9:04 pm

من كتاب شموس الانوار وكنوز الاسرار الكبرى لابن الحاج التلمساني المغربي سنة 737 هجرية.
- الباب 13 :
في تربية الشيخ الزاهد للمريد الصالح التائب
اعلم ايها الانسان الخائض في بحور سادات الاعيان ، اصحاب التلاميذ و الزوايا في البلد ، ان اردت ان تطلع على مشارق انوار الاسرار للاولياء " كالشيخ الرباني ابي مدين "، فغترف من هذا البحر الزاخر ، الذي تلاطمت امواج سره ، ولكن امرت ان امسك في بعض ينبوعه العنان ، لان هذا الترقي يوصل الى الرحمن ولذالك افردته في هذا الكتاب تقريبا للشارب الضمآن ، وتذكرة لاهل العرفان ، فقلت (صفة الشيخ الكامل) الذي هو على السر حاصل ، فشيمته التواضع لا الكبر والتجبر والجد الواقع ، يرحم الضعيف ويعظم الشريف ، مقلد للعلم
- ذو معرفة وسياسة وفهم ، يحب الفقراء والمساكين ويعطف بيده على حملت القرآن و الذاكرين ،ويذكر كل وقت بمناقب اولياء الله الصالحين ويرغبهم في نعيم الآ خرة وما اعد الله في الجنة للمتقين ،ويخوفهم
عقابه لئلا يكون من الاخسرين .....ويعض الناس بحديت رسول الله عليه السلام ، ويعلمهم الفرض والسنة والتوحيد ، فذالكمنهاج سيد الامة . ولباس هذا الشيخ ما خشن وقل ثمنه ، وطعامه ماخشن وقل ادامه ، يطعم الجائع ويعفوا عمن ظلمه ، قائم الليل ، صائم النهار --------------------------- كثير التفكر في امور الآخرة والتجهد في الاسحار ،لا يفتر عن سلطان ---------------------------- الاسماء في الاذكار " الله الله " هو ورده من غير زمن بقلب صاف ------------------------------من الشوائب ، فاذا اسرج هذا الاسم مع عوالمه الحسية فيفيض ------------------------------ عليه من بحار نفائس العلوم والمعارف القدسية ثم يشاهد مافي ذالك من الاسرار و الملكوت وينتهي به حضرت الجبروت فيصعد به الى اعلى المنار ، وينادي ملك الملأ الاعلى هذا ولى الله وخليفة النبي المختار نثم يلقى في آذان المخلوقات سمعه ويوضع له القبول في الارض وفي القلوب محبة ، ثم يتقدم حينئذن بذاته عن ابناء جنسه ويفيض من بحار اسرار مواهب ذي العرش المجيد الفعال لما يريد . ----------------صفة انقسام المريدين على ثلاثة اقسام وفي الانتهاء الى سبعة ، وكلهم واردون الى الحضرة : --------------------- القسم الاول : من الاقسام يلقنهم ذو المعارف الربانية الاستغفار من الآثام --------------- ويأمرهم بعد مدة بذكر اسم الله "الحي القيوم"، فيشرفون على منازل اهل السر المكتوم . القسم الثاني : يلقن الشيخ الرباني للمريد منهم السالك سرا،فتنفتح -------------------------------------المسالك، ثميلقنهم باسم " الملك الوهاب"فيخرق الحجاب فيجد هناك حضرة الاحباب . --------------------القسم الثالث: هم القوم الغوث الوارث يكون ذكرهم في الغدو و الآصال ----------------من غير فترة "ياذا الجلال والاكرام "فيرتقون في المعارج حتى يردون الحضرة والمقام . ---------واهل القسم الاول هم الاولياء واهل القسم الثاني هم النجباء الاصفياء ، واهل القسم الثالث هم البدلاء الاتقياء . ------------------ فان احببت ان تزيد الى سبعة ----------------- فاسلك ايها الشيخ الى مقام الاشراف وامر التلميذ بالخدمة في الزاوية والوقوف على الطعام ، وخدمة الرجال الزائرين للمقام بعد ان يقف على الحدود ويخاف الله المعبود ، فهذه صفة سلوك عباد الله الصالحين وهم اربعة اوصاف ،يبلغون بالكد , درجات العارفين ايها السالك من هؤلاء اخوان الراغب مقام الخاصة الاعوام ، اثبت الامر من اصله تستقم لك العبادة ، واستعن بالله وباسمه تكن من اهل الافادة ثم ان رأية ايها الشيخ التلميذ قد قويت اعضاؤه على التعبد و الاجتهاد وزاد هذا المريد في محبة الشيخ وكثرة الاوراد لقنه "بسم الله الرحمان الرحيم" ذكره في السر والاعلان وعند الصباح والمساء واطراف النهار ليبلغ الرضا فيشرب حينئذ من كاسات القرب وينظر منار الغيب ثم يصعد هذا السالك على المنار ، فيرى تحت افاضة سره نور الاخيار من اهل الدائرة الابرار . وهذا الوصف الرابع اهله هم اهل الدائرة الربانية النقباء اهل الحضرة النورانية واهل الوصف الخامس هم الغياث الفوارس الذين يستغاث بهم في الاقطار وبهم تنزل الامطار وذكرهم بعد الاستغفار آناء الليل واطراف النهار "سبحان الجبار الواحد القهار" ثم اهل الوصف السادس من الاقسام وهم اهل الصيام والقيام ، يلقنهم الشيخ صاحب المقام ب"يافتاح يابديع ياذا الجلال والاكرام " فيصلون بهذا الذكر الى حضرة الصمدانية وهم الاوتاد اهل العلوم العرفانية ، ثم اهل الوصف السابع الذي هو مقام الحرس الجامع يقتبسون الهمة من الشيخ بعد الخدمة وكثرة الصدق ومحض النية ، وردهم من الاوقات في الاسماء الله الحسنى كلها والدعوات والآيات من القرآن الكريم والتجهدات بالنوافل عند اغفاء الاجفان . --------------------فهذه الاوصاف السبع لايبلغ احد الى منازلهم وينال مقاماتهم الا بدوام الاذكار وخدمة الشيخ المربي ومعرفة حقه ومقام المريد فيفض عليه بعد هذا من بحار الرجال وينكشف له الحجاب حتى يرى هؤلاء القوم متنعمين في حضرة ذي الجلال كذلك يحتاج هذا المريد السالك ان يعرف بالتعظيم والاحترام مقام اخيه في الله ومقام النبي عليه السلام ، فاذا تخلق بهذه الاخلاق ،ارتفعة عنه الاستار عن اسرار الملك الخلاق وشاهد الملكوت وما في الجبروت ، ثم من اراد الوصال الى مقامات الرجال ، لابد له من شروط خمسة وهي النية والصدق والتوكل والرجاء والمحبة وزاد بعض العارفين شرطا سادسا وهو حسن الظن بعباد الله ، وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " الصدق سيف الله في ارضه ماوضع على شيء الا وقطعه" ---- وقال مولان العظيم : " ان الله يحب المتوكلين ". ----------------------------------------